تيزنيت:حكاية قرية أمزيغية كبيرة دمرها أهلها بدافع الحضارة
9tv:عابد أموسى
استعصت تيزنيت على الرثاء في ثنايا هذه الرسائل الخاطفة، بذكرياتها وصورها الشجية لمجموعة من سكان في مختلف بقاع الإقليم ، تحدثوا عن ماذا تمثل تيزنيت لهم، وأكدوا أن القرية الكبيرة ستظل واحة للمحبة والفن والجمال، وأن ساكنتها الأصلية والتي ثار عليها الظلم والفساد إذ ستنهض في يوم من الأيام من بين أنقاض المرض الفكري والخراب التنموي فهي أكثر صلابة وقادرة على صناعة الأمل…
ولا شك أن الألم يعتصر قلب كل أمازيغي يشاهد فاجعة مخيم الأفارقة وزوارها من ذوي الأمراض النفسية التي دمرت قلبها ومعنويات أهلها والذين خرجوا في أكثر من مرة ضد السياسية والفساد التدبيري ، لكن أعظم مآسي تيزنيت تتمثل في تفاقم نفوذ الرؤية السياسية المدبرة والمسيرة لشأنها المحلي.
من جهة أخرى تمكن أعيانها من فرض وجدان الفقر عن طريق الرشوة والخداع والتخويف من من كل رد فعل يمسهم ، ثم استفزازهم لتخريب مشاريع في معركة وحيدة حرمت التيزنيتيين من امتلاك حرية الحركة في مدينتهم ، ووضعتهم بالرغم منهم في قلب معركة لا طاقة ولا سلاح لهم بها على المدى الطويل ، وبعد أن كانت تيزنيت من ذي قبل واحة للحرية والفن والجمال وفضاءً مفتوحاً للنشر والإبداع في حين خيم عليها مناخ التحزب السياسي ، وأخطر ما في هذا التحول التاريخي لطابع تيزنيت من السماحة والتحضر أن يكون طارداً لأبنائها للهجرة إلى الخارج، مثلما حدث في عصرنا الحالي . إذن فالأيدي القذرة التي تلعب بمصير تيزنيت ، التي يتوه فيها أخطبوط أجهزة التحكم مع أطماع مافيا العقار تشعل الحرائق التي يدونها التاريخ في كل حين ، وتقتل روح المحبة، وتغرق سهول المدينة الطيبة وجبالها في وحل الدمار والفساد . فاجعة تيزنيت الحالية هي بمثابة انتكاسة مادية ومعنوية لكل ما يمثلها كمدينة نموذجية…
ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء…