اقتراب قمة الاتحاد الإفريقي يجدد الدعوة لإشهار الطرد في وجه البوليساريو
تتجه الأنظار إلى قمة الاتحاد الإفريقي لسنة 2024، المقرر عقدها يومي 17 و18 فبراير الجاري، فيما تتجدد مطالب بعض من الفعاليات المغربية لطرح موضوع طرد جبهة البوليساريو.
طرد الجبهة من المنظمة الإفريقية يعرف تأييدا واسعا من قبل العديد من الدول، لكن “الإشكال” يبقى على المستوى القانوني؛ فالمغرب والدول الإفريقية الأخرى بحاجة إلى طرح موضوع تعديل ميثاق الاتحاد الإفريقي.
وتأتي القمة المرتقبة في سياق سياسي تعرف فيه قضية الصحراء نجاحات ديبلوماسية مغربية متراكمة، مقابل تراجع واضح لدور الجبهة وأطروحتها الانفصالية.
وانطلقت أمس الأربعاء الدورة العادية الرابعة والأربعون للمجلس التنفيذي (وزراء الخارجية) التي ستقوم بالتحضير للقمة 2024، وذلك بمشاركة مغربية.
مأسسة التوجه
يقول هشام معتضد، خبير في العلاقات الدولية والاستراتيجية، إن “طرد البوليساريو أو حل حلها مسألة وقت فقط؛ لأن كل المؤشرات التنظيمية على المستوى الدولي تدل على ذلك، وكذلك الانخراط الفعلي للعديد من الفاعلين الدوليين والإقليميين الذين باتوا متأكدين ومتيقنين من ضرورة التخلص من أطروحة البوليساريو الوهمية وديناميكيتها الشكلية التي تستعملها أنظمة معينة وجهات معروفة من أجل الاتجار السياسي”.
وأضاف معتضد، في تصريح لهسبريس، أن “العديد من الدول تنتظر فقط المرحلة المواتية سياسيا من أجل المرور إلى طي حيثيات هذا الملف المؤرق ليس فقط لإفريقيا والمنطقة المغاربية، بل أيضا للعديد من القوى الدولية التي لها مصالح حيوية واستراتيجية في القارة، وذلك من أجل استئصال هذا الجسم غير الشرعي تنظيميًا من تاريخ وجغرافية المنطقة”.
وبين الخبير في العلاقات الدولية والاستراتيجية أن “هنالك أصواتا عديدة من مختلف التنظيمات المدنية والقوى الحية في إفريقيا والعالم تندد بتمادي تواجد الجبهة في بعض الهياكل المؤسساتية ذات البعد السياسي، التي بسببها أهدرت العديد من المشاريع وباتت تشكل عبئًا سياسيا وحاجزًا تنمويا للقارة وشعوب وأمن إفريقيا”.
وقال المتحدث: “يجب المرور إلى مأسسة طرح هذا الملف على الطاولة الإفريقية والخروج به من إطار المطالب المدنية والشعبية إلى غرف المداولات الرسمية والقرارات الدبلوماسية، من أجل فتح المجال أمام الدول التي كانت ومازالت تطالب بإنهاء هذا الحضور داخل أروقة الاتحاد الإفريقي”.
“الظروف الآن مواتية تماما من أجل تبني هذا الطرح داخل المنتظم الإفريقي، وهناك العديد من المنظمات الدولية، الحكومية وغير الحكومية، التي أبدت استعدادها الكبير وانخراطها المسؤول من أجل دعم هذا الطرح وإنهاء هذه الزوبعة السياسية داخل الفضاءات الإفريقية وبعض المنصات الإقليمية”، يورد معتضد.
وأجمل قائلا: “انعقاد القمة المقبلة يجب أن تعطي لهذا الملف بعده المستحق من أجل تطهير الاتحاد الإفريقي من جسم غريب على تاريخ وجغرافية إفريقيا، ولفتح صفحة سياسية جديدة داخل أروقة المؤسسة بعيدًا عن المزايدات السياسية والمتاجرة بالقضايا الإنسانية لأسباب استراتيجية، وعلى رأسها تنفيذ أجندات خارجية لإضعاف الصوت الإفريقي وضرب تماسكه السياسي”.
في القمة القادمة
دعا مصطفى العياش، رئيس المنظمة المغربية للمواطنة والدفاع عن الوحدة الترابية، إلى “تفعيل مسطرة طرد الجبهة الانفصالية من الاتحاد الإفريقي في القمة المقبلة”.
وقال العياش، في تصريح لهسبريس، إن “مسألة طرد البوليساريو تجد وقتها المناسب حقا، وهو ما يجب على الدول الإفريقية طرحه ضمن جدول الأعمال للقمة القادمة، الذي بالأساس سيشمل تعديل ميثاق الاتحاد، الذي هو حاليا لا يتطرق لمسألة طرد الأعضاء”.
وشدد رئيس المنظمة المغربية للمواطنة والدفاع عن الوحدة الترابية على أن ” لجبهة تضر الاتحاد الإفريقي بشكل كبير، وتشكل عرقلة واضحة لتقدم وازدهار الشعوب الإفريقية”.
وبين المتحدث أن “طرد الجبهة مطلب أساسي ليس فقط من قبل المغرب، بل من جل الدول الإفريقية التي تطرح هاته المسألة بكثير من الجدية، بعد رصدها الضرر الكبير الذي ألحقه هذا الكيان، الذي هو ليس دولة”.