9tv : محمد بونفاع
في غرة شهر رمضان المبارك، تتزايد نسب المشاهدين في المملكة المغربية على التلفزة المغربية بسبب اجتماع العائلات على مائدة الافطار،الامر الذي يزيد من نسب متابعة الإنتاج الدرامي والفكاهي والوطني، ولكن بحزن وأسف، فإن العديد من هذه الأعمال لا تحقق الغاية المرجوة، بل تُعتبر إنتاجات فاشلة تهدر أموال دافعي الضرائب وتؤثر سلبًا على المجتمع.
يتسم الكثير من هذه الأعمال الفكاهية بالسطحية والتفاهة، حيث تغلب عليها المساوئ الفنية والسيناريوهات الضعيفة التي لا تعبر عن الواقع الاجتماعي بشكل دقيق. بدلاً من أن تكون مصدرًا للتسلية والتعبير عن قضايا المجتمع بشكل مسؤول، أصبحت هذه الأعمال مجرد وسيلة لجذب الانتباه بمحتوى فارغ ومخل بالذوق العام.
لا يقتصر الأمر على فقدان الجودة الفنية، بل تتعدى بعض الأعمال الحدود إلى الاستهزاء بالقيم والمبادئ الأخلاقية، ما ينتج عنه تشويه لصورة المجتمع وضرب لنماذجه الإيجابية مثل الأستاذ والعائلة والمؤسسات التعليمية.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نلقي الضوء على الجانب المالي من هذه الإنتاجات، حيث تمثل إنفاقات ضخمة من الميزانية العامة لصالح هذه الأعمال الفنية التي لا ترقى للمستوى المطلوب. إن هذا الهدر النقدي لا يمكن تبريره، خاصة في ظل وجود العديد من القضايا والمشاكل الاجتماعية التي تستدعي دعماً مالياً أكبر وجهوداً أكثر فعالية.
لذا، يجب على الجهات المسؤولة تحمل مسؤوليتها واتخاذ إجراءات جادة لتحسين جودة الإنتاج الدرامي والفكاهي في شهر رمضان، من خلال دعم المواهب الفنية الحقيقية وتشجيع الإبداع والابتعاد عن السطحية والتفاهة، حتى يتمكن الجمهور المغربي من الاستمتاع بمحتوى فني ذو جودة عالية يعبر عن قيمه وثقافته بشكل لائق ومسؤول.