9TV :
تعيش ساكنة المحج الملكي والمدينة القديمة بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء حالة من الغضب والاحتجاجات المتكررة بسبب عمليات الهدم التي انطلقت مؤخراً في إطار تنفيذ مشروع المحج الملكي. هذه العمليات، التي قامت بها السلطات المحلية، تسببت في إفراغ السكان من منازلهم، مما أثار موجة من الغضب والرفض وسط الأهالي.
السكان المحتجون يطالبون بشكل أساسي بتوفير بدائل سكنية عادلة تحفظ كرامتهم وتوفر لهم الأمان. وفقاً لمصادر من داخل تنسيقية “ضحايا سوء التدبير والتسيير العشوائي لمشروع المحج الملكي”، فإن المشكلة الرئيسية تكمن في عدم تقديم السلطات حلولاً بديلة تناسب الظروف الاجتماعية والاقتصادية للسكان المتضررين.
وبحسب تصريحات أعضاء التنسيقية لجريدة 9tv، فإن المفاوضات مع السلطات المحلية ما زالت معلقة، في انتظار نتائج الاجتماع المرتقب اليوم الجمعة مع والي جهة الدار البيضاء سطات.
في الوقت نفسه، تم تقديم عرض للسكان يتمثل في تسلم شيك بقيمة 10 ملايين سنتيم، على أن يقوم السكان بالبحث عن شقق للاستفادة من برنامج دعم السكن الحكومي الذي يوفر مبلغاً مماثلاً. لكن هذا العرض لم يلقَ قبولاً لدى العديد من الأهالي، الذين يرونه غير كافٍ لتغطية تكلفة الحصول على سكن بديل يليق بمستوى حياتهم ويضمن لهم العيش الكريم.
من جانب آخر، حاولت جريدة 9tv التواصل مع ممثلي جماعة الدار البيضاء للحصول على توضيحات، إلا أن الردود كانت مقتضبة، حيث أُفيد بأن المشروع تحت إشراف السلطات الولائية ولا تملك الجماعة أي مستجدات حول الموضوع.
فيما يخص المنتخبين على مستوى الدار البيضاء، فقد أبدوا استياءهم من تهميشهم في معالجة هذا الملف، مشيرين إلى أن السلطات الولائية ومصالح عمالة أنفا تجاهلتهم منذ البداية في البحث عن حلول عادلة ومرضية لكافة الأطراف.
في ظل هذه المعطيات، يظل مستقبل سكان المحج الملكي والمدينة القديمة معلقاً، في انتظار تدخل جاد وحلول واقعية تنصف الأهالي وتجنبهم مصير التشرد والمعاناة.