9tv : خاليد بورتيت
تعيش إعدادية بني مسكين بالبروج على وقع وضع تعليمي كارثي هذه السنة، بعدما بلغ عدد التلاميذ المسجلين أكثر من 1200 تلميذ وتلميذة في مؤسسة لا تتوفر على الحد الأدنى من شروط الاستقبال. فالأقسام، وخاصة الأولى إعدادي، تجاوز فيها العدد 45 تلميذا، لتتحول الفصول الدراسية إلى “خزانات بشرية” تخنق العملية التعليمية والتربوية وتضرب في الصميم جودة التعلم التي تتغنى بها الوزارة الوصية.
مصادر من الشغيلة التعليمية بالمؤسسة أكدت أن هذا الاكتظاظ الخطير جاء نتيجة نقل تلاميذ من أحياء ومناطق بعيدة، دون أي استعداد أو توفير لأساتذة إضافيين ولا تجهيزات مناسبة، النتيجةساحة ضيقة لا تتجاوز 200 متر مربع، حجرات مكتظة، ومقاول يواصل التماطل في تسليم ما ساحة الاستراحة وممارسة الرياضة،ناهيك عن التجهيزات التي ما تزال مكدسة في المخازن بدل أن تُستغل لخدمة التلاميذ.
الأخطر أن عددا كبيرا من الأطفال، خاصة الفتيات القادمات من مناطق مثل أولاد بشعير وأولاد عبو بنعمر، يقطعون يوميا مسافات تتجاوز 3 كيلومترات في ظروف صعبة، بين ظلام الصباح الباكر وظلام المساء عند إضافة الساعة. مشاهد مؤلمة تنذر بارتفاع الهدر المدرسي بدل تحقيق أي “ريادة” مزعومة.
رسائل عديدة توصلت بها الجريدة من أولياء التلاميذ والمتضررين تحمل نبرة غضب وسخط، وتطالب المدير الإقليمي بالتدخل الفوري والعاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، عبر توفير الأساتذة، تجهيز المؤسسة، وتوزيع المتعلمين بشكل عادل ومنطقي، بدل الزج بأكثر من 1200 تلميذ في مؤسسة صغيرة غير قادرة على استيعاب نصف هذا العدد.
فهل ستبقى المديرية الإقليمية تكتفي برفع الشعارات البراقة عن “إصلاح التعليم” بينما الواقع الميداني يغرق في الفوضى والارتجال؟!
