محمد لحياني : 9tv
حذرت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة من أزمة خطيرة تهدد المرضى داخل المستشفيات المغربية، مشيرة إلى أن البلاد تواجه تحديات متفاقمة تتعلق بارتفاع معدلات العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية، والتي وصلت إلى 12%، أي أكثر من ضعف المعدل العالمي المحدد في 5%.
وأوضحت الشبكة، في بيان لها، أن غياب نظام وطني موحد لرصد وتتبع عدوى المستشفيات يضاعف من خطورة الوضع، خصوصا داخل أقسام الإنعاش والعناية المركزة وجراحة العظام، سواء بالمستشفيات العمومية أو المصحات الخاصة، معتبرة أن ذلك يعرض المرضى لمضاعفات قد تصل حد الوفاة.
كما دقت ناقوس الخطر بشأن معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة، الذي ما يزال مرتفعًا مقارنة بالمعايير الدولية، حيث يسجل المغرب 18.2 حالة وفاة لكل 1000 مولود حي، مقابل 2 إلى 3 حالات فقط في معظم الدول الأوروبية.
ورغم جهود وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، شددت الشبكة على أن مؤشرات القطاع تكشف عن حاجة ملحة لإصلاح شامل، لاسيما في ظل ضعف التمويل، والاكتظاظ الحاد، ونقص التجهيزات الحيوية والأطر الطبية المتخصصة، إضافة إلى غياب بروتوكولات صارمة للسلامة الطبية وندرة ثقافة التبليغ عن الأخطاء الطبية.
واقترحت الشبكة تبني استراتيجية وطنية متكاملة لسلامة المرضى، تشمل تحديث البنيات التحتية، وتوفير المعدات الطبية الأساسية، وتوظيف وتكوين الأطر، إلى جانب وضع معايير إلزامية للجودة والسلامة، مؤكدة أن هذه الخطوات ضرورية لتجسيد التوجيهات الملكية في مجال إصلاح المنظومة الصحية وضمان الحق في العلاج للفئات الهشة.
ويأتي هذا التحذير في سياق احتجاجات شهدتها عدة مدن مغربية تنديدًا بتدهور الخدمات الصحية، وهي تحركات دفعت وزير الصحة إلى القيام بزيارات ميدانية لمستشفيات أكادير والناظور والدريوش للوقوف على الاختلالات، في خطوة اعتبرها مراقبون بداية ضرورية لكنها غير كافية لإصلاح جذري للقطاع.
