محمد لحياني: 9tv ✍️
في أجواء من الحماس الوطني والتعبئة المتواصلة حول قضية الوحدة الترابية، يحيي المغاربة يوم الأربعاء 6 نونبر 2024 الذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء، تلك الملحمة الوطنية التي شكلت نقطة فارقة في تاريخ الكفاح الوطني من أجل استكمال استقلال المملكة وتحرير الأقاليم الجنوبية من الاستعمار الإسباني.
استلهمت هذه المسيرة من عبقرية جلالة الملك الراحل الحسن الثاني، لتصبح رمزاً للتلاحم بين العرش والشعب المغربي، وتجسد أروع صور التضحية من أجل الوحدة الوطنية. في السادس من نوفمبر عام 1975، انطلقت حشود من المتطوعين من مختلف أنحاء المغرب، متجهة نحو الأقاليم الصحراوية، مدفوعة بإيمان عميق وقوة حضارية وسلمية فريدة، حاملة القرآن الكريم والعلم الوطني.
إن الاحتفاء بهذه الذكرى الغالية يعيد إلى الأذهان ذلك الحدث التاريخي الذي أبان عن إرادة صلبة وعزم قوي، حيث لم تجد السلطات الإسبانية بدا من الرضوخ لإرادة الشعب المغربي وقيادته، ليتم رفع العلم المغربي في سماء العيون في 28 فبراير 1976، إيذانا بتحرير الصحراء المغربية، واستكملت وحدة التراب الوطني باسترجاع إقليم وادي الذهب في 14 أغسطس 1979.
واليوم، تستمر هذه الملحمة في ظل قيادة جلالة الملك محمد السادس، ليؤكد المغرب التزامه بالدفاع عن حقوقه المشروعة وثباته أمام محاولات خصوم الوحدة الترابية. تبرز الأقاليم الجنوبية اليوم كواحة من التنمية، حيث تم تسجيل معدلات منخفضة للفقر، وإنجازات اجتماعية بارزة، وتحسن كبير في الخدمات الصحية والسكن، مما جعلها منطقة جاذبة للاستثمار.
تسعى الأقاليم الجنوبية، بفضل هذه النهضة التنموية، إلى تجسيد نموذج الجهوية المتقدمة الذي يريده جلالة الملك، لتصبح هذه الأقاليم نموذجاً للتنمية المحلية والديمقراطية الجهوية، ومركزا اقتصاديا يربط المغرب بعمقه الإفريقي، مجسدة بذلك وحدة التراب الوطني وقوة التلاحم بين الشعب وقيادته.