محمد لحياني : 9tv
شهد دوار “تاركة الحنا”، الواقع ضمن النفوذ الترابي لجماعة تافنكولت بإقليم تارودانت، فاجعة أليمة تمثلت في وفاة طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات، متأثرًا بلسعة عقرب سامة، ما خلّف صدمة وحزنًا عميقين في أوساط أسرته وسكان المنطقة.
وبحسب مصادر محلية، فقد جرى نقل الطفل على وجه السرعة نحو المستشفى الإقليمي بتارودانت، بعد أن تدهورت حالته الصحية، غير أن محاولات إنقاذه باءت بالفشل، حيث توفي قبل حصوله على العلاج اللازم، في ظل غياب الأمصال المضادة في المراكز الصحية القروية القريبة.
المصادر ذاتها أفادت أن أسرة الضحية سارعت إلى أقرب مستوصف قروي، لكنها فوجئت بعدم وجود الطبيبة الرئيسية، التي سبق أن غادرت المركز إثر انتقال إداري قبل أكثر من ثلاثة أشهر، دون أن يتم تعويضها، رغم أن المستوصف يُعد نقطة الارتكاز الصحية الوحيدة لأزيد من 16 دوارًا.
هذه الحادثة المؤلمة أعادت من جديد النقاش حول هشاشة المنظومة الصحية في المناطق القروية، خاصة فيما يخص الخصاص الكبير في الأطر الطبية والدواء، وغياب الأمصال الضرورية لمواجهة لسعات العقارب ولدغات الأفاعي، والتي تشكل خطرًا دائمًا على ساكنة العالم القروي، لا سيما خلال فصل الصيف.
وأمام هذا الوضع، يجدد عدد من النشطاء المحليين والحقوقيين مطالبتهم لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بالتدخل العاجل لإصلاح الخريطة الصحية، وضمان التوزيع العادل للموارد البشرية والتجهيزات الطبية، حمايةً لأرواح المواطنين، خصوصًا الأطفال الذين غالبًا ما يكونون أول الضحايا في مثل هذه الحالات.