9tv : هيئة التحرير
من يدخل مصلحة الرخص بسباتة اليوم، كمن يلقي بنفسه في قبو مظلم: الداخل مفقود والخارج موجود! مواطنون ينتظرون رخصا تتجاوز مدتها القانونية، أكثر من شهرين، في حين أن النظام المعلوماتي الذي أُريد له أن يكون أداة شفافية، تحول إلى واجهة صورية تخدم أجندة لا يعلمها إلا المسؤولون.
الجميع، العادي والبادي، يعلم أن ما يجري داخل هذه المصلحة ليس إلا ممارسات شاذة تحولت إلى “عرف إداري” محمي من جهات مجهولة. السؤال الذي يفرض نفسه: من يحمي المكلفين بهذه المصلحة؟ ومن له مصلحة في تعطيل مصالح المواطنين؟
المواطن يذلّ ويُرهق، وكأن المطلوب منه أن يسلك طرقا ملتوية أو ممارسات خارج القانون ليستطيع إخراج رخصته من بين أنياب هذا الجهاز المتحجر. لقد صارت مصلحة الرخص بسباتة أشبه بـ”ثلاجة للأموات”، تُحفظ فيها الملفات حتى تتعفن، وإذا لم تقم بما هو غير مشروع فلن ترى أوراقك النور.
إلى متى ستظل هذه الفوضى العارمة تحكم المرفق العمومي؟ ومن يجرؤ على فتح هذا الملف الأسود؟ أسئلة تتردد في الشارع قبل أن تتردد في قاعات الجماعة… لكن الجواب يظل عالقًا في نفس يعقوب.