9tv: خاليد بورتيت
من جديد، تعود مدينة البروج إلى واجهة الإهمال، وهذه المرة عبر شبكة توزيع الماء التي تحولت إلى قنبلة موقوتة تهدد ما أنجز في إطار تهيئة المدينة. فما الجدوى من مشاريع الترصيف والتبليط والتزفيت، إذا كانت أنابيب الماء تتفجر كل يوم لتغرق الأزقة والشوارع في بحيرات من الهدر والعبث؟
الأعطاب الكارثية تتوالى بشكل مفضوح، أنابيب تتفجر هنا وهناك، والماء الشروب يضيع هدرا لأيام طويلة في وقتٍ تعاني فيه مناطق واسعة من المملكة العطش وخصاصا مهولا. والكارثة أكبر حين نعلم أن الإصلاحات لا تعدو أن تكون ترقيعات بئيسة، تحفر الطرقات وتتركها أطلالا بعد أن أنفقت عليها الجماعة ميزانية بالملايير.
إن ما يحدث اليوم ليس سوى نتيجة طبيعية لغياب رؤية واضحة ودراسة شاملة للبنية التحتية قبل الشروع في مشاريع التهيئة. كان الأجدر بالجماعة أن تبني على أسس صلبة، وأن تفرض على شركة التوزيع تجديد الشبكة بالكامل وفق المعايير المعمول بها، بدل هذا العبث الذي يشبه البناء على الرمال.
وفي غياب التنسيق، يدفع سكان البروج الثمن مضاعفا: طرق محطمة، ماء مهدور، وميزانية عامة تُهدر معهما. أما الشركة، فماضية في سياسة “الترقيع واللامبالاة”، وكأن المدينة مجرد حقل تجارب.
اليوم، لم يعد الأمر يحتمل الصمت أو المجاملة. المسؤولية الأخلاقية والسياسية تفرض على المجلس الجماعي أن يرفع صوتا حقيقيا إلى الجهات الوصية، وعلى رأسها عامل إقليم سطات، لإلزام هذه الوكالة بتجديد الشبكة بشكل جذري ونهائي. فاستمرار الوضع على ما هو عليه لا يعني سوى شيء واحد: من سيء إلى أسوأ، ومن خراب إلى خراب أكبر.